النوم في نهار رمضان
شهر رمضان الشهر التاسع في ترتيب الأشهر في التقويم الهجري. ويُسمى كذلك بشهر القرأن ، إذ تنزل فيه القرأن . وشهر رمضان هو شهر البركة والخير. وأمر فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالصيام والقيام. وشهر رمضان من الأشهر المباركة عند المسلمين. فمن يطيع فيه الله ويجتهد في التقرب إليه، يغنم الرحمة والغفران. ولكن ينزع الكثير من الناس إلى النوم خلال هذا الشهر، بل أن الكثيرين منهم يطيلون في النوم. وسنتناول في هذا المقال حكم النوم في نهار رمضان الفضيل.
حكمه
إن القصد من الصيام في شهر رمضان المعظم هو تحصيل التقوى ورضوان الله سبحانه وتعالى. والإفراط في النوم قد يأتى على كثير من الوقت الذي يمكن أن يستغله الصائم في الطاعة والعبادات والعمل النافع دنويا وأخرويا. فشهر رمضان هو فرصة جيدة للتقرب من الله وطلب الغفران والرحمة منه. وقد تواترت الأسئلة التي تطرح حول حكم الصائم الذي ينام أغلب اليوم، أو ينام من الصباح إلى قبيل المغرب. فهل أن الإطالة في النوم في يوم رمضان تفسد الصيام وتعطله أم أن ذلك مرتبط بالدافع والحاجة الإنسانية للنوم. الدافع وراء نوم الكثيرين في رمضان أثناء النهار هو السهر طيلة الليل وعدم النوم. فيجد الصائم نفسه ينام من بعد الفجر إلى قبيل المغرب. ونستعرض هنا رأي ثلة من العلماء حول هذه المسألة..
علماء المالكية: يرى علماء المالكية أن النوم أثناء نهار رمضان من المكروهات، ودليلهم في ذلك أن ثواب الصائم تكون في رمضان على قدر مشقة الصوم. فجمهور علماء المالكية يرى أن هذا الفعل مكروه، ولكنه لا يبطل الصيام. فالواجب على الصائم أثناء رمضان أن يصلي صلواته في وقتها، وينتهي من السهر والأكل والسمر أثناء الليل. فشهر رمضان جُعل للتعبد والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يستحب أن نقضي كامل اليوم في النوم. وفي مقابل ذلك أجاز علماء المالكية ذلك لمن له عذر شرعي. فالإفطار في شهر رمضان للمريض والمسافر جائز على أن يتم قضاء ذلك بعد رمضان.
الطبراني: يرى الطبراني أن النوم في نهار رمضان لا ينافي الصيام، ولا حرج فيه على الإطلاق. واشترط أن لا ينجر على النوم نهار رمضان إضاعة للواجبات أو ارتكاب المحرمات.
رأي دار الإفتاء المصرية: لا ترى دار الإفتاء المصرية أن هناك حرج في نوم الصائم كامل نهار رمضان أو جزء منه. فالنوم في شهر رمضان لا يؤثر على صحة الصوم.
رأي الإمام النووي: يرى الإمام النووي أنه لا دخل للنوم في نهار رمضان في إبطال صيام المسلم. فللمسلم أن ينام نهار رمضان كامل أو جزء منه ، دون أن يؤثر ذلك على صحة صومه.
لماذا يرى المالكية أن نوم نهار رمضان مكروه؟
ما ورد سابقا في رأي جمهور علما ء الأمة حول حكم النوم في نهار رمضان يلتقي في أن ذلك لا يجعل الصيام باطلا. إذ أجمعوا أن نوم نهار رمضان ليس فيه شيء، طالما أن الصائم يحافظ على صلواته المفروضة. كما أن النوم يمكن أن يبعد الصائم عن ارتكاب الفواحش والمحرمات في نهار رمضان، وهو ما قد يبطل صيامه. إلا أن الإفراط في النوم في نهار رمضان، رأه بعض علماء المالكية مكروها رغم أنه شرعا مباح ، ويعود ذلك إلى عدة أسباب أهمها:
- النوم المفرط في نهار رمضان ينتج عنه حالة من التكاسل والاتكائية على الأخر. فالصائم يحجم عن القيام بمهامه بشكل صحيح. ويكون مقصرا في أداء واجباته تجاه منزله وعائلته عموما.
- كثرة النوم طوال نهار رمضان تؤدي عادة بالصائم أن يضيع صلواته المفروضة.
- النوم خلال نهار رمضان يجعل الصائم يتخلى في كثير من الأحيان عن واجبه في طلب الرزق وكسب المال الحلال، وهو مدعاة للفقر.
- شهر رمضان هو شهر العبادات والتقرب من الرحمان بكثرة الصلاة النافلة وقراءة القران والقيام بجميع العبادات التي تقرب الصائم من خالقه، والنوم طيلة نهار رمضان يحرم الصائم من ذلك.
- التقليل من الأجر، فالمالكية يرون أن أجر الصيام يزيد بزيادة المشقة أثناء الصوم. فالنائم طول اليوم يحرم الأجر من الصيام. فالعبرة من الصوم هي الصبر عن الجوع وكف الإنسان لشهواته.
