ثقافة المؤسسة هي مجموعة السلوكات والضوابط التي ترسم العلاقات داخل المؤسسة وخارجها. كما تعرف ثقافة المؤسسة على أنها طرق العمل المتعارف عليها بين الموظفين داخل المؤسسة. كما يذهب تعريف اخر الى اعتبار ثقافة المؤسسة هي مجموعة السلوكات التي ترتبط بالبيئة الإجتماعية في العمل المؤسسي، إذ تشمل كل الخبرات والتوقعات والرهانات والفلسفات المرتبطة بالعمل الإداري.
خصائص ثقافة المؤسسة:
1- الابتكار: هو من المميزات الخاصة بثقافة المؤسسات. ويعني أساسا التجديد على مستوى العمل الإداري والتسييري، وعلى مستوى الخدمة أو المنتوج المقدم. وتُعبر هذه الخاصية من أوكد الخاصيات لدى المؤسسات التي تسعى الى التميز، فتجنح الى تشجيع الموظفين على تقديم كل ماهو جديد ومتجدد في العمل.
2- الاهتمام بالتفاصيل : من أوكد خصائص ثقافة المؤسسة هي دفع الموظفين إلى التركيز في أدق تفاصيل العمل الذي يقومون به. كما تمكن هذه الخاصية من اتقان العمل والوصول إلى أعلى مستويات الدقة في الخدمات أو المنتجات المقدمة.
3 – التركيز على النتائج: من أهم الخصائص التي تهتم بها المؤسسات اذ تسعى جاهدة الى دفع قوة المبيعات لتحقيق أهدافها الربحية المرسومة.
4- الاهتمام بالأفراد: المقصود بالأفراد هنا هم الموظفون. اذ تسعى المؤسسة هنا الى توفير بيئة عمل مناسبة للموظفين حتى تصل الى تحقيق أهدافها المرسومة. والاهتمام بالموظفين يشمل تطوير كفاءاتهم ومهاراتهم وقدراتهم التنافسية.
5- العمل الجماعي : هي القاعدة التي تنبني عليها ثقافة المؤسسة. فكل مؤسسة تسعى الى بناء فرق عمل متكاملة لتحقيق أهدافها المرجوة في أقل وقت ممكن. وتحرص المؤسسات على بناء علاقة تكاملية بين الموظفين ومدرائهم، وبين فرق العمل المختلفة.
6- التنافسية: هي من الخصائص المهمة لثقافة المؤسسات. فالتنافس هو العامل المحدد لاستمرارية المؤسسة من عدمها في السوق. فكل مؤسسة تبذل قصارى طاقتها للوصول إلى أرقى الدرجات في سلم التنافس، وبذلك تصل الى تحقيق أهدافها.
7- الاستقرار: من الخصائص الأكيدة لثقافة المؤسسة التي تسعى الى تحقيق حد أدنى من الاستقرار في طرق التسيير، وخلق بيئة تتمسم بالثبات. كما تمكن هذه الخاصية من القدرة على التوقع والتخمين حول مستوى الانتاجية المستقبلي، وهو ما يخلق بيئة عمل مستقرة نسبيا في السوق غير المستقر.
نماذج ثقافة المؤسسة
يمكننا علميا تصنيف ثقافة المؤسسة الى 4 نماذج علميا:
النموذج الثقافي الأول: هو النموذج الذي يرفض التمييز بين العمال المختصين، والاخرين غير المختصين عن غيرهم من الموظفين. وتخلق حالة من الاختلاط بينهم، تجنبهم حالة الانقسام.
النموذج الثقافي الثاني: وهو النموذج المعاكس للنموذج. ويسعى الموظفون هنا إلى ابراز تمايزهم عن بعضهم البعض، من أجل تحقيق مكاسب ما.
النموذج الثقافي الثالث: تنتشر بين المؤسسات ذاتية الظهور، والمتميزة بالعمل المهني طويل الأمد، مثل المؤسسات البحثية والكبرى. وتتميز هذه المؤسسات بتوفير الأمان الوظيفي العالي والانتقائية الشديدة. كما أن فرق العمل تتميز بطول فترة الاستقرار.
النموذج الرابع: تنتشر أساسا في بيئات العمل التي تتسم بالتبعية والفردية، حيث يتسم العاملون والموظفون بانعدام الكفاءة ونقص الخبرات، مثال ذلك العمالة المهاجرة، وجريجو الجامعات الجدد. ويتميز العاملون في هذه البيئة بتجنب تحمل المسؤولية.
أهداف ثقافة المؤسسة:
هناك ثلاث أهداف رئيسة لثقافة المؤسسات:
1- الاتجاه: والمقصود بذلك مساهمة الثقافة التنظيمية للمؤسسة في جعل كل موظف يعرف دورة ومسؤوليته في المؤسسة. كما أن هذه الثقافة تجعل من الموظف يعي الأهداف والرؤى التي وضعتها المؤسسة، ويسعى لتحقيقها من خلال تأديته لواجبه الوظيفي.
2- الإخلاص: هو جعل الموظفين يشعرون أنهم جزء من المؤسسة، وهو ما يؤدي إلى شعورهم بالوفاء لها. كما يشمل كذلك السر المهني أي أن يحافظ الموظف على أسرار العمل داخل المؤسسة.
3 – الوحدة: هي سعي ثقافة المؤسسة الى مراعاة الاختلاف بين الموظفين على أساس العادات والتقاليد، وايجاد نقاط التقاء بينهم من خلال محاولة توحيد الأهداف وبناء ثقافة مؤسسية مشتركة فيما بينهم، وهو ما يؤدي إلى خلق جسم متكامل، ويٌبعد خطر النزاعات بينهم.
