تمثل السياحة في المكسيك أحد أهم القطاعات و من أكثرها حيوية و دعما للاقتصاد، يساعدها في ذلك موقعها المتميز. حيث تقع المكسيك و عاصمتها مكسيكو سيتي، في أمريكا الوسطى بين الأمريكيتين الشمالية و الجنوبية مطلة على المحيط الهادي جنوبا و غربا و على خليج المكسيك شرقا. و تعتبر المكسيك ثالث أكبر دولة سياحية في الأمريكيتين بعد كل من جارتها الولايات المتحدة الأمريكية و البرازيل بأكثر من 20 مليون سائح سنويا.
و تتميز السياحة في المكسيك بالتنوع و الثراء و ذلك عائد إلى تنوع عوامل الجذب السياحي فيها و ثراء وجهاتها.
عوامل الجذب السياحي في المكسيك :
- موقعها الجغرافي : إن إطلال المكسيك على وجهتين بحريتين و هما البحر الكراييبي من الشرق و المحيط الهادي من الغرب يمثل عامل جذب مهم جدا و خاصة لعشاق السياحة الشاطئية نظرا لتنوع شواطئها و امتدادها. حيت يبلغ طول الشريط الساحلي المكسيكي 9330 كم، يتوفر على عديد الشواطئ الخلابة بمنتجعاتها السياحية الراقية و مناظرها الطبيعية الرائعة. إضافة إلى تنوع تضاريسها بين السهول المنخفضة و الجبال الوعرة و الصحاري الشاسعة.
- معالمها التاريخية : تحتوي المكسيك على عديد المعالم التاريخية التي تعكس عراقة هذا البلد و تنوع روافده الحضارية. مثل الأهرامات و المعابد و القصور و القلاع… و التي تعود إلى حضارات ضاربة في القدم مثل حضارة المايا التي ترجع إلى فترة العصر قبل الكولومبي… و تمثل تلك المعالم الأثرية العريقة عامل جذب مهم لعشاق السياحة الثقافية لاكتشاف تاريخ هذا البلد و الوقوف على أهم مميزاته الحضارية.
- ثقافتها الثرية : تمتاز الثقافة المكسيكية بثرائها الكبير و يعود عمق هذه الثقافة إلى امتدادها الزمني الطويل و تنوع الحضارات التي مرت عليها وصولا إلى الاحتلال الإسباني لها سنة 1521م. و قد أفرز هذا التزاوج بين حضارة السكان الأصليين و الحضارة الإسبانية مزيجا ثقافيا رائعا يبرز جليا في عدة مجالات مثل الفن و المطبخ و الملابس… و هنا يمكن أن نذكر مثلا فرق”المارياتشي” الشهيرة و التي تجمع بين لباسها التقليدي المزركش و في مقدمته تلك القبعة المكسيكية العريضة و أغانيها الفلكلورية، مع العزف على آلات الغيتار محلية الصنع… و كثيرا ما تستهوي مثل هذه الفرق الموسيقية الشعبية زوار المكسيك و تمثل عامل جذب لهم.
أهم الوجهات السياحية في المكسيك :
- ريفيارا مايا : تقع هذه المنطقة الساحلية جنوب مدينة كانكون و تتميز بشواطئها الجميلة و مناظرها الخلابة، التي جعلتها وجهة ممتازة للسياح. حيث يزورها سنويا أكثر من 5 ملايين سائح يأتون للراحة و الاستجمام ضمن منتجعات سياحية راقية و أيضا ممارسة الهوايات المائية مثل السباحة و الغوص و صيد الأسماك.
- مدينة أكابولكو : عرفت هذه المدينة المكسيكية بـ”لؤلؤة المحيط الهادي” بفضل ما تتوفر عليه من منتجعات سياحية و مناظر طبيعية خلابة، حيث تتزاوج فيها الشواطئ الهادئة و الجبال الشاهقة لتوفر لزوارها لوحات طبيعية ساحرة. و قد مثلت هذه المدينة مقصدا لعديد المشاهير و خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية أين يأتون لقضاء إجازاتهم فيها. وهي من أقدم مناطق السياحة في المكسيك.
- مدينة تشيتشن إيتزا : تعد هذه المدينة من أهم المدن السياحية في المكسيك و هذا يعود لكونها أكبر مدن حضارة المايا التاريخية و التي تحتوي على أهم معالمها الأثرية. حيث تضم هرم الكاستيلو الشهير و هو معبد على شكل هرم بدرجات معينة يبلغ مجموعها 365 درجة ليساوي عدد أيام السنة. و يعطي هذا التصميم الفريد للمعبد أهمية فلكية خاصة. هذا إضافة إلى عديد المعالم الأثرية الأخرى.
- مدينة غوانا خواتو : تعد هذه المدينة من الوجهات السياحية الشعبية في المكسيك و ذلك بفضل تصميمها العمراني الفريد. حيث تتميز شوارعها و مبانيها بألوانها الزاهية و بندرة حركة المرور فيها لاحتوائها شبكة من الأنفاق تحت الأرض. كما تعرف هذه المدينة بمهرجان “سيرفانتينو” الفني الذي ينظم عروض للموسيقى و الغناء و المسرح و يستقطب فنانين من كل أنحاء العالم.